ماذا تعرف عن الجن والسحر؟ ..

من هم الجن ؟..

ما هو علاج الخوف والهلع ؟..

من هم السحرة والعرافين ؟ ..

كيف يسيطر الساحر أو الدجال على الجني ؟ ..

ما هو العهد المكتوب بين الشيطان والساحر ؟ ..

ما الفرق بين : الجن والشيطان وإبليس ؟ ..
اولا :أريد أن أسأل آخر سؤال في موضوع علم الحديث .. فأنا أقرأ كثيرا كلمات في بداية الحديث مثل ( رُويَ عن ) أو ( قيل ) أو ( ورد في الأثر ) .. فما حكم صحة ما يأتي بعدها من كلام جزاك الله خيرا ؟..

ج : هذه الألفاظ هي من ألفاظ التضعيف في علم الحديث .. وهي من واجبات الأمانة العلمية لدي الواعظ أو الداعية أثناء الحديث .. وكأنه يقول بطريق غير مباشر : أن ما يأتي ليس متيقنا صحته ونسبته إلى الرسول (ص) .. أو أنه من السنن المتوارثة التي يحكيها لنا أهل الكتاب من اليهود والنصارى .. وبالطبع فهذه السنن ليس لها سندا صحيحا مستندا لقواعد وشروط كأسانيد علم الحديث التي تكلمنا فيها من قبل ..

ولعل هذا معنى العبارة التالية " لا تُكذبوا قصص وأخبار أهل الكتاب ، ولا تُصدقوها !.. فقد تُكذبوا ما هو صادق .. أو تُصدقوا ما هو كاذب .. ولكن خذوا منها للعبرة والعظة " .. لذلك فيجب على الواعظ أو الإمام أن يذكر مثل هذه العبارات للتشكيك أو التضعيف في بداية حديثه ..



من هم الجن ؟..



س : والآن نأتي لموضوعنا الهام جدا اليوم .. وأريد أن أبدأ بهذا السؤال البسيط .. من هم الجن ؟

ج : لقد خلق الله تعالى كل الكون بجميع مخلوقاته على فطرة الطاعة المُطلقة له عز وجل .. فالكل يُطيع ولا يملك أن يعصي .. فأراد الله أن تكتمل حلقة الخلق في هذا الكون بإيجاد مخلوق له حرية الاختيار في أن يُطيع أو في أن يعصي ..

ولما كان علم الله تعالى هو العلم الكامل .. ولما كان تقديره للأحداث الآتية تقديرا كاملا – وذلك اعتمادا على علمه الكامل بمكنونات النفوس والقلوب – فقد عرف الله تعالى كل ما سيقع من الأحداث مع ظهور هذا المخلوق في الكون .. ومن هنا نستطيع أن نفهم كيف أن الله تعالى يعرف كل ما وقع بالفعل أو سيقع منا مستقبلا .. فعلمه هنا هو علم تقدير وليس علم جبر أو إرغام ..

وهكذا خلق الله تعالى الجن والإنس وأعطاهم حرية الاختيار .. وأعطاهم أيضا أداة الاختيار ( وهو العقل ) ..

وجعل الله تعالى لكل جنس من أجناس الكون أصلا خلقه منه .

فخلق الملائكة من النور ..

وخلق الجان من النار ودخان النار ..

وخلق الإنسان من الطين الذي أصله هو التراب والماء ..

ومعلوم أن خلق الجان ونزولهم إلى الأرض متقدم – أي سابق – على خلق الإنسان ونزوله إلى الأرض ..

وبالطبع فإن كل جنس من الأجناس يستمد صفاته من الأصل الذي خلق منه ..

فالإنسان محكوم بمادية الطين الذي خلق منه .. ولذلك فإنه تسري عليه نفس أحكام المواد ..

أما الجان فهو على عكس الإنسان .. فهو - كمخلوق من النار ومن دخانها – قادر على التخفي .. قادر على الانتقال عبر المواد والوسائط والحواجز المختلفة .. وقد وهبه الله أيضا قدرة على التجسم واتخاذ مختلف الأشكال المادية سواءا منها الحية أو الجامدة .. ولكنه في وقت تجسمه بأي صورة من صور الحياة مثلا ، فهو يقع ساعتها تحت قوانين وأحكام هذه الصورة ..



س : ماذا تقصد ؟
ج : أقصد أنه إذا تمثل مثلا بصورة إنسان ، فإنه الآن ينضوي تحت أحكام الإنسان .. أي أنك إذا قتلته على تلك الصورة فإنه يموت ..!!

ولذلك فلو علم الناس هذه الحقائق لم يخافوا من الجن كخوفهم الشديد الذي نراه ونسمع عنه .!!.

فهم أحرص منك على أنفسهم أيضا .. وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو أن يقوموا بإخافة إنسان ما عن طريق عمل بعض الأصوات أو تحريك بعض الأشياء ليترك لهم المكان ويذهب .. وهم لن يغامروا أبدا بالظهور له مخافة أن يؤذيهم !!



س : إني بالفعل أحيانا أرى أو أسمع أشياء تتحرك كثيرا وخصوصا عندما أكون وحدي ليلا .. فهل هذا منهم ؟

ج : للأسف الشديد فالإنسان دوما يبحث عما يخيفه !! .. والإنسان دوما هلوعا بطبعه .. لذلك فإني أنصحك وأنصح جميع إخواني بعدم الدفع دوما بكلمة ( الجن ) في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا .. وإنما أرجو جعل احتمال وجود ( الجن ) أو تدخله هو آخر الاحتمالات المطروحة .. وألا نجعل منها دوما ( شماعة ) نعلق ونلصق بها أخطائنا وتقصيرنا أو جهلنا مثلما يفعل كثير من الناس الجهلة بالدين اليوم ..



س : ماذا تقصد بالضبط بهذا الكلام ؟ أرجوك أوضح لي أكثر لأن هذا الموضوع مهم جدا لي ولغيري ؟!!

ج : أعني أن أكثر من 70 % من الحالات المتهم فيها بتدخل ال( الجن ) هي من فعل أسباب أخرى ليس لها علاقة بالجن إطلاقا ..

فسماعك لصوت ما ليلا وأنت وحدك في المنزل أو في المزرعة أو غيره يمكن أن يكون له عشرات الأسباب الأخرى .. كأن يكون صوت الريح ، أو تحريك الهواء أو النسيم لبعض أوراق الأشجار ، أو احتكاك بعض الأجسام بعضها ببعض ، أو صوت بعض أنواع الحشرات أو الحيوانات الصغيرة .... إلخ .. أيضا هناك بعض الظواهر العلمية التي تفسر لنا الكثير من الأصوات أو الأضواء و الأنوار التي يمكن أن نراها أو نسمعها ..

والعجيب أنها كلها أشياء طبيعية تحدث لنا كل يوم .. ولكننا لا نهتم لها أونلاحظها إلا ونحن وحدنا ليلا كما تقول .. وهذا لأن الإنسان بطبعه هلوعا كما قلت لك من قبل ..

أيضا ترى الزوجة تذيق زوجها طعم المشاكل ليلا ونهارا حتى تصل به إلى مرحلة ( لا يطيق فيها رؤيتها ) .. بل وتصبح أفضل أوقاته هي التي يقضيها خارج المنزل بعيدا عنها .. بعد ذلك كله تأتيك وتقول لك : الجن والأعمال هي السبب !!

وهذا شاب قد هداه الله تعالى للإيمان والاستقامة .. فلم يعد يُضيع الساعات أمام التلفزيون أو الأغاني والأفلام .. ولم يعد يجلس مع أهله ويحضر معهم ( مجالس الغيبة والنميمة ) فيقولون : الجن والأعمال هي السبب !!

وهذا تأخر إيجاده لعمل أو وظيفة .. وتلك تأخر زواجها .. وهذا لم ينجب حتى الآن .. وهذا له ولد – بايظ – يرسب في الامتحان آخر كل عام .. والقاسم المشترك بينهم جميعا هو عدم فهمهم لاختبار الله تعالى وابتلائه لهم ، وذلك ليرى منهم الصبر والتوجه إليه وحده بالدعاء وطلب العون والتوفيق ..

وإنما يقولون جميعا : الجن والأعمال هي السبب !!

وهكذا .. هل فهمت الآن ..



ما هو علاج الخوف والهلع ؟



س : جزاك الله خيرا يا أخي .. فلقد أوضحت لي بالفعل كثيرا من الأشياء التي نلمسها فعلا في حياتنا .. ولكنك تتفق معي أن الخوف والهلع هما صفتان أساسيتان في الإنسان كما قلت ..

فما هو المخرج من ذلك في رأيك ؟

ج : هناك شيء هام جدا يا أخي الحبيب ولكن لا يعلمه للأسف إلا قليل جدا من الناس ..

هذا الشيء الهام جدا هو : حقيقة أن الله تعالى خلق الناس وفطرهم على الضعف !! ..

نعم .. إن الإنسان خلق ضعيفا !!.. فلقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : " يريد الله أن يُخفف عنكم .. وخلق الإنسان ضعيفا " النساء – 28 ..

وبالفعل ترى أن الإنسان ضعيفا في جسمه .. صغيرا في حجمه وسط الكون .. محدودا في قدراته مقارنة بغيره من المخلوقات كالملائكة والجن مثلا .. ضعيفا أمام شهواته وأمام نفسه وهواها .. بل وله أعداء من شياطين الجن والإنس يدعونه دوما للحرام ويزينونه له ..

فهل سألت نفسك يوما لماذا خلق الله تعالى الإنسان بكل هذا الضعف وسط الكون ؟..

أجيبك أنا عن هذا السؤال .. فالله تعالى لا يريد الإنسان معجبا بنفسه .. ولا يريده مغترا بذاته .. ولكنه يريده دوما منكسرا تابعا لله تعالى ، يرى في نفسه دوما المعصية والضعف .. ويلتمس دوما من ربه العون والمدد والرحمة والمغفرة .. ولعلنا نلمس مثل هذا المعنى في قول الرسول (ص) في الحديث الحسن : " لو لم تكونوا تذنبون ، لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك .. العُجب .. العُجب " .. والمقصود ب (العُجب) هنا هو العُجب بالنفس ..

لذلك فقد خلق الله تعالى الإنسان على هذه الصورة من الضعف لكي يلجأ دوما إليه .. ولا يرى الملاذ ولا النجاة إلا في جنبه وفي كنفه .. لذلك فمسكين مسكين والله من يظن بنفسه القوة أو العصمة .. فإنسان مثل هذا يتركه الله تعالى لكل أعدائه الذين ذكرناهم منذ قليل .. فتتخاطفه الشهوات .. ويلعب به هوى نفسه .. ويصير دُمية ولعبة في يد شياطين الإنس والجن وهو لا يعلم ..

لذلك يا أخي الكريم فإني أنصحك وأنصح نفسي وكل أخ مسلم بملازمة ذكر الله تعالى وعبادته وطاعته .. فهذا هو الحل الوحيد لضعف وخوف وهلع الإنسان في الدنيا ..

وإن كنت تريد دليلا على كلامي ، فاقرأ قول الله تعالى :

" إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون * والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم * والذين يُصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مُشفقون * إن عذاب ربهم غير مأمون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غيرُ ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * وا