معلومات العضو
۩۞۩صاحب الموقع۩۞۩i
معلومات إضافية الجنس :
معدل النشاط : 18954
رقم العضوية : (1)
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
الموقع : $دريـم سـات $
عدد المساهمات : 8338
الدولة :
الابراج :
العمر : 48
دريم سات : : بوابة الانترنت الرقميةاشترك الان كل باقات العالم على سيرفر دريم سات باقات رياضية اتش دي افلام للاستعلام الضغط هنا معلومات الاتصال | #1موضوع: الوجه الآخر للجمال... رؤية إسلامية الأربعاء 08 فبراير 2012, 11:29 am | |
|
الملاحظ في القرآن الكريم أنّه لم يتحدّث عن الجمال كقيمة ، وأنّه لم يتحدّث عنه في النسـاء ، بل تحدّث عنه في الرجال . فهذا «يوسُف» الذي خلب لبّ إمرأة العزيز التي شغفها حبّاً ، كان شابّاً جميلاً في منتهى الحسن والجمال ، حتّى أنّ نسوة المدينة قطّعن أيديهنّ لمرآه ، وهو يطلّ عليهنّ بوجهه الملائكي الباهر الحسن .
" يوسف " نفسُه لم يلتفت إلى جماله كقيمة ليُصـاب بالغرور كونه أجمل أهل الأرض جميعاً ، ولم يستسلم للإغراء بوحي من أنّه محبوب ومطلوب لجماله ، فلقد تحدّث القرآن عن جمالات أخرى في " يوسف" ، تحدّث عن عفافه واعتصامه بحبل الله ، وعن أمانته ودعوته لله ، وعن تأويله للرؤيا ، وعن قدرته في إدارة الخزينة ، ليلفت انتباهنا إلى أنّ القيم الحقيقية والجمال الحقيقي الذي قد يفنى الجمال الظاهريُّ ويبقى هو هذه القيم التي لا ينبغي أن يشغلنا حسنُ يوسف أو أي جميل وجميلة عن التفكير بها ..
فالحسنُ ـ أي حسن الخلقة ـ هو هبة الله لعبده ولا إرادة للعـبد فيه ، أمّا حُسن الخُلُق فهو صناعة الإنسان نفسه ، وتتويج من توفيق الله وهدايته ، ولذا فإنّ الحسن الثاني أدعى إلى الإعجاب والثناء من شيء لا دخل لنا فيه إلاّ بمقدار ما ندخله من بعض التحسينات الطفيفة ، أي أنّ مجال الحسن الأوّل ضيّق محدود ، وأمّا مجال الحسن الثاني فواسع عريض ، وقابل للتنمية والإثراء والتطوير .
إبحث عزيزي الشاب .. إبحثي عزيزتي الشابّة .. عن الوجه الآخر للجمال ..
وسترون أنّ الفضائل كلّها ـ بلا استثناء ـ جميلة ، وأنّ الرذائل كلّها ـ بلا استثناء ـ قبيحة ، وقد نختلف في تقييم جمال فتاة أو وسامة شاب لأنّ لكلّ أمّة مقاييسها فيما هو الجمال ، ولأنّ الجمال الظاهري أمر نسبيّ ، لكنّ الأمم لا تختلف في أنّ الحبّ جمال ، والعفو جمال ، والعفّة جمال ، والمعروف جمال ، والخير جمال ، والحقّ جمال ، والتعاون جمال ، والكرم جمال ، والشجاعة جمال ، والتواضع جمال ، والإحسان جمال .
كما أنّها لا تختلف في أنّ الكذب قبيح ، وأنّ السرقة قبيحة ، وأنّ الاعتداء على الشرف قبيح ، وأنّ التكبّر والتجبّر قبيحان ، وأنّ العدوان على السلامة الخاصّة والعامّة قبيح ، وأنّ التلاعب بالقانون ومخالفة الأنظمة قبيح ، وعقوق الوالدين قبيح ، والغش قبيح .
هناك معايير للجمال مغفولٌ عنها ، أو لا يعيرها الناس كثيراً اهتماماً لأنّهم اعتادوا النظر إلى الجمال من زاوية الشكل والإطار الخارجي فحسب ، فمن هذه المعايير:
جمالُ البـيان : «صورة المرأة في وجهها وصورة الرجل في منطقه» . «جمالُ الرجل حِلمُه» . «جمالُ الرّجل الوقار» . «جمالُ المؤمن ورعه» . «جمالُ العبد الطاعة» .. «جمالُ الحرّ تجنّب العار» . «جمالُ الغني القناعة» . «جمالُ الإحسان ترك الامتنان» . «جمالُ المعروف إتمامه» . «جمالُ العالم عمله بعلمه» «جمالُ العلم نشره» . «لا جمال أحسن من العقل» .
______________________
مقاييس الجمال
1 ـ الجمال العبادي : وهو الورع ، والطاعة واجتناب العار والتناغم بين السرّ والعلن ...
2 ـ الجمال العلميّ : العمل بالعلم، ونشر العلم، أي أن لا يكون العلم محفوظاً في الصدور والعقول كما يحفظ المال في الصناديق المقفلة " زكاة العلم أن تعلّمه من لا يعلمه" .
3 ـ الجمال الاجتماعي : وهو (الحِلم) و(الوقار) و(المعروف) .
وهناك لفتة مهمّة في هذا الإطار لو أخذناها بعين الاعتبار ، فالله سبحانه وتعالى ، وهو خالق الجمال وواهب الجمال للنساء وللرجال سوف لا يُدخل أشكالنا وجمالنا الظاهري في قائمة حسابنا يوم القيامة ، ففي الحديث : [ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 4651 خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولو نظر إلى جمالنا الظاهريّ لاحتجّ الدميمون والمعوّقون والمنغوليون والمشوّهون وأصحاب العاهات ، فلم ندخل في حسابنا ما لم يدخله الله في حسابنا ؟!
__________________
المحاسن في القرآن الكريم
التحية الأحسن : { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا } ﴿النساء: ٨٦﴾
والعمل الأحسن في قوله تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } ﴿الكهف: ٧﴾
والأسلوب الأحسن : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ﴿فصلت: ٣٤﴾
والقول الأحسن : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } ﴿فصلت: ٣٣﴾
والدين الأحسن : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا } ﴿النساء: ١٢٥﴾
كما جاء الجمال وصفاً للأخلاق كالصبر الجميل : { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا } ﴿المعارج: ٥﴾
والصفح الجميل : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } ﴿الحجر: ٨٥﴾
والسراح الجميل : { فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا } ﴿الأحزاب: ٤٩﴾
والهجر الجميل :
{ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا }﴿المزمل: ١٠﴾
«مرّ عيسى (عليه السلام) مع حوارييه على كلب ميت أنتنت جيفته ، فقال الحـواريون : ما أنتن جيفة هذا الكلب ! فقال عيسى (عليه السلام) : ما أشدّ بياض أسنانه» . لقد التفتوا إلى (القبح) والتفت عيسى (عليه السلام) إلى (الجمال) .
وفي المثل الدجاجة السوداء تضع بيضاً أبيض والبقرة السوداء تدرّ حليباً أبيض .
وقديماً قيل : ومن يـك ذا فم مرٍّ [] يجد مرّاً به الماء الزلالا
وقال آخر :
عينُ الرضا عن كلّ عيب كليلة [] وعينُ السخط تبدي المساويا
ألا يحدث أحياناً أن نخلع الجمال على ما نحبّ ونرضى ، ونخلع القبح على ما نكره ونغضب ؟ وهذه النظرة الإسقاطية لا تمثّل الجمال ولا تمثّل القبح ، فالجميل يبقى جميلاً حتّى وإن لم يرق لنا ، والقبيح يبقى قبيحاً حتّى وإن راق لنا .
لنبحث إذاً عن الوجه الآخر للجمال ، فهو الجمال الحقيقي المعوّل عليه ، وهو الذي يجلب من السرور ما لا يجلبه الجمال الصوري . تأمّلوا معنا قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : [ اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ] فإن قضى حاجتك قضاها بوجه طليق ، وإن ردّك ردّك بوجه طليق ، فربّ حسن الوجه دميمه عند طلب الحاجة ، وربّ دميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة» .
ألم تصادفكم في الحياة أمثال هذه الوجوه الحسنة الشكل القبيحة الفعل ، أو الدميمة في الشكل الحسنة في الفعل ؟ ولكن هذا لا يمنع ولا ينافي من أن يكون الفعل أحياناً مطابقاً للشـكل وزيادة الخير خير وزيادة الجمال جمال .
[ اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ] الراوي: عائشة المحدث: السيوطي - المصدر: اللآلئ المصنوعة - الصفحة أو الرقم: 2/81 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
المصدر:منتديات دريم سات الفضائيه - http://ahmed2010.dahek.net
|
|