فى كارثة إنسانية جديدة تؤكد استمرار عجز المجتمع الدولى عن إيجاد حل سريع لأزمة الهجرة غير الشرعية المتفاقمة، لقى نحو ٣٠٠ شخص حتفهم أمس فى حادثين متزامنين. ففى طرابلس، أعلنت السلطات الليبية انتشال جثث ٢٠٠ شخص قبالة الساحل الليبى عقب غرق قارب مكتظ بالمهاجرين غالبيتهم من جنسيات أفريقية كانوا فى طريقهم إلى إيطاليا.
وقال مسئول أمنى فى بلدة زوارة بغرب ليبيا من حيث انطلق القارب إنه كان يحمل ٤٠٠ شخص، وإن كثيرين حوصروا على الأرجح فى مخزن الأمتعة حين انقلب.
وأضاف المسئول الذى طلب عدم نشر اسمه أن قوات خفر السواحل الليبية أنقذت حتى وقت متأخر نحو ٢٠١ من المهاجرين تم نقل ١٤٧ منهم إلى منشأة احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين فى صبراتة غربى طرابلس.
ومن جانبه، أعلن محمد المصراتى المتحدث الرسمى باسم الهلال الأحمر الليبى أنه تم انتشال ٧٦ جثة وإنقاذ ١٩٨ شخصا حتى الآن من الموقع الذى غرق فيه زورق كان يقل نحو ٣٠٠ مهاجر.
وعلى الرغم من ذلك، ومما يعكس تضارب الأنباء، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن أن الحادث ناجم عن انقلاب قاربين - وليس قارب واحد - كانا فى طريقهما إلى أوروبا وعلى متنهما قرابة ٥٠٠ مهاجر وليس ٤٠٠.
وأوضحت فى سياق تقرير لها أن القارب الأول كان يحمل نحو ٥٠ شخصا على متنه، أما القارب الثانى فقد كان يقل نحو ٤٠٠ مهاجر على الأقل.
وفى فيينا، أعلنت وزارة الداخلية النمساوية ارتفاع جثث المهاجرين الذين تم العثور عليهم فى شاحنة دواجن إلى أكثر من ٧٠ شخصا.
وقال هيلموت ماربان المتحدث باسم الشرطة فى ولاية بورجنلاند التى عثر على الشاحنة فيها إنه «استمر العمل طوال الليل وأتوقع أن تكون كل الجثث قد نقلت الآن». وأضاف أنه تم العثور على وثائق سفر سورية معهم.
وفى برلين، ذكرت الشرطة الألمانية أن مجهولين ألقوا قنبلة حارقة على منزل للاجئين فى شمال البلاد.
وقال يانس بيترسن المتحدث باسم الشرطة إنه «تم إلقاء العبوة الحارقة عبر نافذة مغلقة فى شقة سكنية داخل مبنى مدرسة سابقا»، مضيفا أن أما وأبناءها الثلاثة كانوا نائمين فى الغرفة المجاورة ولم يصيبهم أذى، وتم نقل العائلة إلى مكان إيواء بديل.
جاء هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطات المحلية فى إقليم شفايتس ساكسونيا منع أى تجمع عام أو مظاهرة على مجمل أراضى منطقة هايديناو حتى نهاية شهر أغسطس الجارى».
وذكرت السلطات أن حظر التجمعات مرتبط «بوضع طارىء» للشرطة التي»لا تستطيع قواتها المتوافرة مواجهة أى تطور محتمل فى الوضع».
كانت المنطقة قد شهدت مؤخرا صدامات بين الشرطة وناشطين يمينيين متطرفين يحتجون على فتح مركز للاجئين.
وفى جنيف، أعلنت المفوضية العليا للاجئين فى الأمم المتحدة أن أكثر من ٣٠٠ ألف مهاجر عبروا المتوسط منذ بداية يناير من العام الجارى وحتى الآن مقابل ٢١٩ ألفا فى ٢٠١٤.
وأشارت مليسا فليمينج المتحدثة باسم المفوضية للصحفيين إلى»غرق أكثر من ٢٥٠٠ فى البحر فى أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا هذا العام، بينما وصل قرابة ٢٠٠ ألف مهاجر إلى اليونان و١١٠ آلاف إلى إيطاليا».
وأوضحت أن هذا الرقم لا يشمل أعداد القتلى والمفقودين قبالة سواحل ليبيا أو ضحايا حادث النمسا.