استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس رئيس سنغافورة طوني تان كينج وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية بمقر الرئاسة بمصر الجديدة. حيث عزفت الموسيقي العسكرية السلام الوطني للبلدين.. واستعرض "كينج" حرس الشرف وصافح كبار مستقبليه.. ثم تم عقد جلسة مباحثات.
صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحب في بداية المباحثات بالرئيس توني تان مؤكدا تطلع مصر لأن تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة وهامة في سبيل تعزيز العلاقات المصرية السنغافورية المتميزة لاسيما وانها تتزامن مع مرور خمسين عاما علي إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعبر الرئيس عن اعجابه بما لمسه خلال زيارته لسنغافورة في شهر أغسطس 2015 من تقدم في جميع المجالات بما يجعل سنغافورة نموذجا متميزا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تسعي إليها مختلف الدول النامية.. كما أعرب عن أهمية العمل علي زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات والتي مازالت لا تتناسب مع مستوي العلاقات السياسية المتميزة بين الدولتين.
واستعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق التنمية الاقتصادية بما في ذلك المشروعات القومية التي يتم تنفيذها وفي مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما توفره تلك المشروعات من فرص اقتصادية واعدة للشركات السنغافورية معربا عن تطلعنا للاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالات ادارة الموانيء وتشغيلها وتحلية المياه بالاضافة إلي التعليم والتدريب الفني والنقل.
اضاف المتحدث ان رئيس سنغافورة عبر عن سعادته بزيارة القاهرة في أول زيارة رسمية له إلي الشرق الأوسط منذ توليه رئاسة سنغافورة مشيرا إلي أن مصر أقدم صديق لبلاده في المنطقة لاسيما وأنها كانت في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال سنغافورة.
كما أشاد الدكتور توني تان بما لمسه من تطور في مصر من زيارته الأولي لها عام 2005 عندما كان يتولي منصب نائب رئيس وزراء سنغافورة مشيدا بالخطوات التي تتخذها القيادة السياسية المصرية في سبيل تدعيم الاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية إلي مصر خاصة في ضوء ما تعرضت له البلاد من تحديات خلال السنوات الماضية.
وأكد اتفاقه مع ما طرحه الرئيس بشأن أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين مشيرا إلي الامكانات الكبيرة المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة في قطاعات البنية التحتية في ضوء المشروعات التي يتم تنفيذها في مصر ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس حيث أوضح الرئيس السنغافوري انه حرص علي ان يرافقه وفد من رجال الأعمال للتعرف عن قرب علي الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.
وأعرب رئيس سنغافورة عن تقدير بلاده لاستقبال مصر لمئات الطلاب السنغافوريين للدراسة في الأزهر الشريف مشيدا في هذا الاطار بما يمثله الأزهر من منارة للعلم والحضارة الإسلامية العريقة خاصة ان جميع القيادات الإسلامية في بلاده من خريجي الأزهر الشريف وأشاد رئيس سنغافورة بالجهود التي يقوم بها الرئيس في اطار الدعوة للتعايش والتسامح بين الأديان وترسيخ قيم المواطنة مؤكدا ما تتميز به كل من مصر وسنغافورة من تعددية وتنوع وحرصهما علي مكافحة التطرف.
وقد أكد الرئيس في هذا السياق أهمية تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين مؤكدا استعداد مصر لزيادة أعداد الطلاب السنغافوريين الذين يدرسون بالأزهر الشريف بهدف نشر الفهم الصحيح للإسلام ومواجهة الأفكار المتطرفة مشيدا في هذا الصدد بتجربة سنغافورة المتميزة في التعايش والتجانس في اطار مجتمع متعدد الأعراق والأديان كما أشار إلي الأهمية التي يحظي بها ملف مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم بأسره منوها إلي ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وذكر السفير علاء يوسف ان المباحثات تطرقت إلي سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات حيث اتفق الجانبان علي مواصلة الاتصالات وتبادل الزيارات بهدف تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة وقد تم الاتفاق علي مواصلة التنسيق المستمر بين الدولتين في اطار المنظمات والمحافل الدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السنغافوري توني تان:
"بسم الله الرحمن الرحيم" السيدات والسادة. يسعدني أن أرحب اليوم بالسيد الدكتور توني تان رئيس جمهورية سنغافورة في القاهرة ضيفاً عزيزاً علي مصر في فترة تشهد فيها العلاقات الثنائية تطوراً ونمواً ملحوظاً في جميع المجالات. بما يعكس الإرادة المشتركة للبلدين للارتقاء بتعاونهما إلي آفاق أرحب. وتأتي زيارتكم فخامة الرئيس في هذا التوقيت لتضيف خطوة جديدة إلي ما شهدته زيارتي إلي سنغافورة في شهر أغسطس 2015 من انطلاقة حقيقية للعلاقات المصرية السنغافورية. ورغبة في تعزيز أواصر التعاون علي مختلف الأصعدة. كما تتزامن زيارتكم إلي مصر مع مرور خمسين عاماً علي إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يعكس عمق روابط الصداقة الممتدة التي تجمع بين البلدين.
السيدات والسادة.. لقد استعرضت وفخامة رئيس سنغافورة خلال مباحثاتنا البناءة مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين بلدينا. حيث أعدنا التأكيد علي تمسكنا بثوابت العلاقات الوطيدة القائمة بين مصر وسنغافورة. وعلي استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوي ومواصلة التشاور الوثيق حول سبل تطوير التعاون الثنائي. ومن هذا المنطلق فقد اتفقنا علي تنشيط التبادل التجاري بين الدولتين. واستعرضنا الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار في مصر في المشروعات الكبري التي تنفذها مصر. وخاصة محور التنمية بمنطقة قناة السويس. بالإضافة إلي قطاعات الموانئ والطاقة وتحلية المياه فضلاً عن اهتمامنا بالاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالي النقل والتعليم وذلك في إطار خطط مصر الطموحة لتحقيق التنمية.
الأخوة والأخوات.. يكتسب لقائي مع فخامة الرئيس أهمية خاصة في ظل خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجهنا جميعاً وهو الأمر الذي أصبح يتطلب تنسيقاً أكبر للجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات. وتعاونا شاملاً لفهم طبيعتها. واستكشاف سبل مواجهتها بنجاح من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط علي المعالجة الأمنية. وإنما تمتد لتشمل الأبعاد الثقافية والفكرية لدحض الأفكار المتطرفة والهدامة التي يستند إليها الإرهابيون في أنشطتهم.
قد تصدت مصر بقوة لمواجهة التيارات المتطرفة إدراكاً منها لما تحمله أفكارها من دعاوي للفوضي تهدف إلي إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح. وهو ما يتطلب مواجهتها ومكافحتها بشتي الوسائل وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها ووقف أنشطة تجنيد عناصر جديدة للانضمام لها. ومن هنا جاءت دعوة مصر لضرورة إعادة العمل علي تأكيد سماحة الدين الإسلامي الحنيف. ومواجهة تلك الإدعاءات البطالة التي تتعارض مع وسطية الإسلام. وفي هذا الصدد اسمحوا لي سيادة الرئيس بأن أشيد بالنموذج الفريد الذي تقدمه سنغافورة في قدرة الشعوب علي التعايش وتحقيق الوئام والتجانس في مجتمع متعدد الأعراق والأديان. مما أسهم في تدعيم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه سنغافورة وكان سبباً رئيسياً في تحقيق نهضتها وانجازاتها.
السيدات والسادة.. تطرقت مباحثاتنا ايضا إلي القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث ناقشنا الجهود المبذولة لتسوية الأزمات في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة. حيث أكدنا علي أهمية بذل مزيد من الجهود للتوصل إلي تسويات سياسية تحافظ علي كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية وتضمن سيادتها ووحدة أراضيها وتنهي معاناة شعوبها. كما اتفقنا علي مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وأود ختاماً أن أرحب مجدداً بفخامة الرئيس توني تان. والوفد المرافق له في القاهرة متمنياً لكم ولبلدكم الصديق مزيداً من النجاح والازدهار والاستقرار.. وشكراً".
من جانبه أشاد رئيس سنغافورة توني تان بالتقدم الذي تحققه مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. معرباً عن ثقته في أن زيارته إلي مصر ستعزز من العلاقات الوثيقة بين البلدين.. مؤكداً استعداد بلاده لإتاحة خبرتها التنموية لما يخدم المصالح المصرية.
أضاف رئيس سنغافورة: "ندعم مصر في جهود بناء القدرات في مجال المساعدات الفنية مشيراً إلي أن تبادل الزيارات قد فتح مجالات جديدة للتعاون وزخماً للعلاقات المشتركة".. مضيفاً "وبينما نحتفل بخمسين عاماً أثق في أن العلاقة مع مصر ستشهد مزيداً من التعزيز وستقوي عبر الخمسين عاماً المقبلة وما بعدها".
أعرب الرئيس السنغافوري عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي علي كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعن سعادته بوجوده في مصر وأنها أول زيارة له للشرق الأوسط ومصر التي تعد أقدم صديق لسنغافورة في المنطقة وأول بلد عربي تعترف باستقلال سنغافورة وتقيم معها علاقات دبلوماسية.
قال رئيس سنغافورة في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي عقب مباحثاتهما ظهر أمس بقصر الاتحادية: "إنه سعيد بأن تزامنت زيارته إلي مصر مع الذكري الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. منوهاً بزيارة الرئيس السيسي التاريخية إلي سنغافورة في العام 2015 والتي كانت أول زيارة يقوم بها رئيس مصري لسنغافورة كما أنها أحيت العلاقات الثنائية بين البلدين وعكست اهتمام مصر الكبير بتوسعة علاقاتها مع سنغافورة وآسيا.
أضاف: "أن زيارته الأخيرة إلي مصر تعود إلي العام 2005 عندما كان نائباً لرئيس وزراء سنغافورة حيث تغير الكثير من الأوضاع من هذه الفترة. فالأعوام القليلة الماضية كانت تشوبها التحديات بالنسبة لمصر ومن الواضح أن الشعب المصري صامد ومصر علي تحقيق التقدم الاقتصادي".
تابع: "أن مصر وسنغافورة تحتفلان بمرور خمسين عاماً علي إقامة علاقات ثنائية وشراكة ثابتة عززتها المصالح المشتركة.. منوهاً إلي أن سنغافورة محور التجارة في آسيا. وأن مصر ايضا لديها قناة السويس الاستراتيجية والتي تعد مهمة وحيوية للتجارة العالمية حيث ان توسعة قناة السويس وايضا جهود إقامة منطقة اقتصادية في العامين الماضيين في مصر تعد مشروعاً قومياً يحقق الطموح والتطلعات الاقتصادية المصرية".
أعرب عن سعادته لوجود وفد اقتصادي سنغافوري بصحبته لاستكشاف الفرص التجارية في مصر حيث يمكن البلدان من العمل بشكل أوسع علي النطاق الاقتصادي. وهناك شركات سنغافورية تعمل بنشاط في مصر وأخري تستكشف الفرص الجديدة وأن مصر وسنغافورة بلدان متعددا الثقافات ويعززان قيم التسامح وتناغم الأديان.. ونقف سوياً ضد العنف والتطرف بسبب رغبتنا في الوئام بين المجتمعات. وأحيي الرئيس السيسي علي جهوده في الإصلاح الديني.. فمصر مركز الإسلام. وتستضيف جامعة الأزهر أقدم الجامعات الإسلامية في العالم.
وأوضح أن هناك 300 طالب سنغافوري يتعلمون في مصر ثم يعودون لخدمة المجتمع الإسلامي في بلدهم. وكل من شغل منصب مفتي في سنغافورة تعلم في الأزهر الشريف بمصر.
المصدر:منتديات دريم سات الفضائيه - http://ahmed2010.dahek.net