أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية الوحدة العربية في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة في المرحلة الراهنة، مشيرا إلي حرص مصر علي تعزيز أواصر التضامن التكامل العربي، وأن مصر عملت خلال رئاستها للقمة العربية لما يزيد عن عام علي تعزيز العمل العربي المشترك.. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للقمة العربية السابعة والعشرين والتي تستضيفها العاصمة الموريتانية نواكشوط، وألقاها نيابة عنه المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والذي كلفه الرئيس السيسي برئاسة وفد مصر في القمة.
ونقل رئيس الوزراء إلي القادة العرب المشاركين في القمة تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان يتطلع للمشاركة في أعمال القمة، وخالص امنياته للاجتماع بالنجاح وتحقيق الاستقرار والتقدم للامة العربية.
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي -في كلمته عن تقدير الشعب المصري الذي يشكل الانتماء العربي له أحد اهم مكونات هويته التاريخية والثقافية والذي بذل الجهد الكبير من اجل دعم الامة العربية وقضاياها في مختلف المحافل.
كما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الشكر والتقدير لموريتانيا علي حسن تنظيم القمة العربية والجهد الكبير الذي بذل لاستضافتها في نواكشوط.
وقدم الرئيس السيسي الشكر لنبيل العربي الامين العام السابق للجامعة العربية علي ما قدمه من عطاء خلال فترة ولايته والتهنئة للأمين العام الجديد أحمد أبو الغيط علي الثقة الكبيرة من الدول الأعضاء.
وأكد السيسي حرص مصر علي تقديم كل الدعم للجامعة العربية وتعزيز روابط التضامن والتكامل العربي، قائلا إن مصر تولت رئاسة القمة لما يزيد علي عام، حيث تركزت الجهود خلال تلك الفترة علي تعزيز العمل العربي المشترك سياسيا واجتماعيا واقتصاديا باعتبار التكامل العربي اصبح ضرورة ملحة لبناء مستقبل مشرق طال انتظاره.
واضاف الرئيس أن مصر تولت مصر رئاسة القمة العربية خلال ما يزيد علي العام تركزت فيه جهودنا بشكل عام علي تعزيز آليات العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إيماناً بأن التكامل العربي الفعال لم يعد ترفاً وإنما قد أضحي ضرورة ملحة إذا ما كان لهذه الأمة أن تترجم تطلعات أجيالها الصاعدة الي خطوات عملية باتجاه بناء مستقبل مشرق طال انتظاره.
وإدراكاً من مصر لمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي العربي عبر استعادة الدور الصحيح للدولة ومؤسساتها في المنطقة في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحولات وتطورات استراتيجية عميقة تمس أمن الأمة في الصميم .
مشيرا الي ان مصر عملت أيضاً منذ بداية العام الجاري بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن علي تحقيق نقلة نوعية في تناول المجلس للشأن العربي والمساهمة في توحيد الرؤي والمواقف العربية تجاه ما يطرح عليه من قضايا ومستجدات تمس المصالح العربية.
تكاتف الجميع
وأكد الرئيس السيسي في كلمته إن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي يتطلب تكاتفنا جميعاً من أجل الحفاظ ليس فقط علي مصالح دولنا بل علي تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا.
وأضاف إن نظرة سريعة علي خريطة الأزمات الممتدة في المنطقة وتداعياتها لكفيلة بأن توضح بجلاء الدرجة غير المسبوقة التي باتت شعوبنا تعاني بها من مآس يتألم لها الوجدان الإنساني.
وتساءل الرئيس كيف وصلنا الي هذه المرحلة؟ ولماذا تحول الحلم العربي الذي ولد في النصف الثاني من القرن العشرين لتحقيق الاستقلال الوطني والتضامن من أجل تحقيق التنمية والتقدم والرخاء الي مشهد تُجاهد فيه بعض الدول العربية إما للحفاظ علي تماسكها في مواجهة مخططات تهدف للعبث باستقرارها وأمنها وتوجهات مستقبلها أو للدفاع عن مقدرات شعوبها أمام تدخلات خارجية سافرة تبتغي إعمال الفرقة وإزكاء النعرات الطائفية والقبلية للقضاء علي أي تصور لهوية وطنية تقود مجتمعاتها الي مستقبل يقوم علي المواطنة والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد أو لمكافحة التطرف والإرهاب علي أراضيها وتقويضها لمؤسسات الدولة الوطنية وما تجلبه معها من خوف وترويع ووحشية.
التحديات السياسية والاقتصادية
وتابع الرئيس لا يخفي أن الإجابة الصريحة والصادقة علي هذه التساؤلات تقتضي استخلاص عبر الماضي ومحاولة الاستفادة من دروس تاريخنا القريب فإننا نري أن التصدي لهذه المهمة الشاقة ضرورة لا غني عنها لبناء المستقبل .
وشدد الرئيس السيسي علي ان بناء الدولة ذات المؤسسات القوية القادرة علي تحقيق التنمية المستدامة والقائمة علي تعزيز قيم المواطنة والعدل بين مواطنيها بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية او الطائفية ورعاية مصالحهم خيار لا غني عنه لمستقبل الأمة.
واشار السيسي الي ان التدخلات الخارجية في الشأن العربي تعد أحد أهم العوامل التي ساهمت أكثر من غيرها علي مدي عقود في تقويض البناء العربي ويتعين علينا التنبه لها ومواجهتها والعمل علي تقوية الداخل العربي ليتمكن من مجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. مؤكدا ان ذلك سيتم بالتواكب مع تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة تستغلها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب عناصر جديدة إلي صفوفها وذلك في إطار استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب.
مسارات المستقبل
وأضاف الرئيس في كلمته للقمة: إن الصدق مع النفس واستخلاص عبر الماضي علي أهميته ومحوريته لا يجب أن يصرفنا عن استشراف مسارات المستقبل الذي نبتغيه لشعوبنا وأمتنا وعن رصد ما نملكه من مقومات النجاح ومن موارد بشرية وطبيعية يمكننا الاستناد إليها في مهمة تحقيق الرفاهية لدولنا. موضحا أن المستقبل الذي نبتغي تحقيقه لشعوبنا يتطلب في المقام الأول تهيئة البيئة المناسبة لبنائه والتي لن تتأتي دون التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات التي تواجه عدداً من دوله وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تحتفظ بأولوية متقدمة في السياسة الخارجية المصرية والتي لا تدخر مصر جهداً من أجل تسويتها.
واوضح انه في هذا الإطار جاءت جهودها الأخيرة التي تحذر من عواقب تفاقم الأوضاع وتؤكد علي أهمية إحلال السلام العادل والشامل وآثاره الإيجابية علي مستقبل المنطقة وأجيالها القادمة.
وتطرق الرئيس في كلمته للقمة الي الأوضاع في كل من سوريا وليبيا مؤكدا انها تمثل قضيتين أساسيتين من قضايا العرب ويتعين تسويتهما من خلال حلول سياسية تحقن دماء الشعبين الشقيقين وتصون مقدراتهما وتحفظ كيان هاتين الدولتين الشقيقتين ومؤسساتهما الوطنية.
واضاف ان نفس الأمر ينطبق علي عدد من الدول العربية الشقيقة سواء التي تواجه ظروفاً مشابهة أو تلك التي تكافح الإرهاب وتجتهد من أجل ترسيخ مؤسساتها الوطنية.
ومع ذلك فلا غني اليوم عن التوافق علي أطر ومبادئ لإعادة الاستقرار وتسوية الصراعات والاضطرابات التي تعصف بمقدرات عالمنا العربي وتهيئة الأجواء لعملية واسعة وطموحة لرأب الصدع وترميم بناء البيت العربي من الداخل.
تحقيق السلم والأمن
وأكد الرئيس السيسي في كلمته للقمة أن تهيئة الأجواء المواتية للانخراط في حوار جاد وفي عملية تشاورية وتوافقية تستهدف إعادة الاستقرار الي ربوع المنطقة والحفاظ علي مؤسسات دولها من خطر التفكك ودعمها في مساعيها للتقدم الاقتصادي والاجتماعي لهي مسألة تتجاوز في أهميتها المصلحة العربية المباشرة وتتعداها بكل تأكيد الي الحد الذي يمكن معه اعتبارها محوراً أساسياً من محاور تحقيق السلم والأمن الدوليين علي المديين المتوسط والبعيد.
وشدد السيسي علي ان العالم في أمس الحاجة الي شرق أوسط آمن ومستقر خال من الصراعات متجه نحو تحقيق طفرة تنموية واقتصادية تمكن شعوبه من استحضار مخزونها الحضاري الوفير وتطوير إسهامات جديدة وعظيمة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
وتعهد الرئيس باسم الشعب المصري بأن مصر انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية أمام أمتها لن تدخر جهداً للمساهمة في تحقيق مزيدٍ من التضامن العربي وتعزيز العمل العربي المشترك تحقيقاً للتطور الحضاري الذي يقودنا نحو المستقبل المأمول.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالاعراب عن امله في أن تنعقد القمة العربية المقبلة ومنطقتنا العربية أكثر أمناً واستقراراً ودولنا العربية أكثر تقدماً ورخاءً وشعوبنا العربية أكثر أماناً وإخاءً ووحدتنا العربية أكثر قوة وتضامنا
المصدر:منتديات دريم سات الفضائيه - http://ahmed2010.dahek.net